العلامة الذي مجّده القرضاوي وبجله المشارقة و غيّبه الجزائريون
خلال الملتقى الذي نظمته مديرية الثقافة بسطيف بالتنسيق مع بلدية بني ورثيلان من مختلف جهات الوطن، تنقل أساتذة وباحثون إلى سطيف بغية نفض الغبار عن شخصية الفضيل الوثيلاني، التي غُيّبت عن كل المجالات رغم ثقلها الفكري ومآثرها الإصلاحية والنضالية.
العلامة من أبناء بلدية بني ورثيلان، الواقعة شمال ولاية سطيف، نشأ وسط عائلة محافظة تنضح بالعلم، فكان جده حسين الورثيلاني من العلماء المعروفين بالمنطقة، وقد ساعدته هذه البيئة على حفظ القرآن ودراسة علوم اللغة، وعند تنقله إلى قسنطينة سنة 1928 درس على يد العلامة عبد الحميد بن باديس حيث تأثر بطريقته في الإصلاح وأصبح مساعدا له في التدريس.
وبطلب من الشيخ بن باديس تنقل الفضيل إلى فرنسا سنة 1936 أين تولى مهمة نشر مبادئ الإسلام وتعليم اللغة العربية وسط المسلمين المقيمين بفرنسا، وتمكن من فتح عدة نوادي ثقافية بباريس وبعض المدن الفرنسية وهو النشاط الذي اقلق فرنسا فضغطت عليه وهددته بالقتل، مما دفعه إلى التنقل إلى القاهرة أين تحصل على شهادته العالمية وفتح مكتبا لجمعية العلماء بمصر، وفي سنة 1952 انضم إلى تنظيم الإخوان، وكانت تربطه علاقة وطيدة مع المرحوم حسن البنا، ونظرا لفكره وفصاحته فقد كان ينوب عن البنا في إلقاء "حديث الثلاثاء" بالمركز العام لجماعة الإخوان.
وفي سنة 1946 أرسله البنا إلى اليمن لمساندة حركة الأحرار فنجح الفضيل في توحيد المعارضة وقاد حركة تغييرية وإصلاحية بخطاباته المؤثرة، وعندما وصلت المعارضة إلى الحكم اتهم الورثيلاني بالمشاركة في محاولة انقلابية في اليمن فتم اعتقاله وعند الإفراج عنه غادر اليمن وتنقل إلى دول أوروبية بعدما رفضت الدول العربية استقباله. وعند قيام حركة الجيش بالإطاحة بالملك فاروق عاد الورثيلاني الى مصر أين رحب به العلماء فعاد إلى جهاده ومؤازرته للثورة الجزائرية وشارك في تأسيس جبهة تحرير الجزائر، وبعدما غادر مصر توجه إلى بيروت أين ظل يمارس الدعوة إلى أن لقي ربه بأحد مستشفيات أنقره بتاريخ 12 مارس 1959، وفي سنة 1987 نقلت رفاته من تركيا ليعاد دفنها في مسقط رأسه ببلدية بني ورثيلان بولاية سطيف.
عبد الحفيظ أمقران: "الورثيلاني صاحب فكر ثوري شديد على الاستعمار والاستبداد"
وعن العلامة الفضيل الورثيلاني، يقول الأستاذ عبد الحفيظ أمقران الحسني بأنه صاحب فكر ثوري شديد على الاستعمار والاستبداد، فالوثيلاني يشبه كثيرا الشيخ العربي التبسي في وطنيته وثورته ودعوته لأبناء الجزائر للقيام بثورة حقيقية ضد الظلم والعدوان، وأمثال الورثيلاني -يقول الأستاذ أمقران- يوجدون في كامل التراب الوطني، إما من رجال جمعية العلماء أو الشخصيات الوطنية السياسية في الحركة الوطنية. وإن ولاية سطيف تزخر بالعلماء والزوايا والمعاهد الدينية وهي مهد للحركة الوطنية، وقد ساهمت بقسط كبير في تحضير جيل المجاهدين في ثورة نوفمبر المجيدة.
نجل الفضيل الورثيلاني السيد مسعود حسنين: "لقد تم تغييب والدي ولم يدرج حتى في البرامج التعليمية"
وأما نجل الفضيل الورثيلاني، السيد مسعود حسنين الورثيلاني، الذي التقيناه على هامش الملتقى، فيقول "إن والدي كان داعية وزعيما سياسيا، وقد افتقدته وأنا ابن سنتين، فلا اعرف له شكلا إلا من خلال الصور، وما قرأت له، وليس الخبر كالعيان". وعن سؤالنا إن كان الورثيلاني قد وفي حقه، يقول السيد مسعود على الفور "أبدا لم يوف حقه وبعض الجهات لا يرضيهم بروزه، خاصة أولائك الذين يعدون من خصوم جمعية العلماء فهو بمثابة الجندي المجهول ولا زال فكره وجهاده مغيبا والكثير يجهلون مآثره لأنه لم يدرج في البرامج التعليمية، وما زال محاصرا من طرف بعض التيارات الساعية إلى طمس تاريخ وهوية هذا الشعب وتقزيم عظمائه وعلمائه، فالشيخ الورثيلاني يستحق أن تنظم بشأنه مؤتمرات دولية تدعى إليها شخصيات عالمية لدراسة فكره، لكن للأسف هذا هو واقعنا، وليس والدي فقط الذي غُيّب فهناك زعماء آخرون نالوا نفس الجزاء كفرحات عباس ومصالي الحاج وعبان رمضان والبشير الإبراهيمي".
وفي ذات السياق يقول السيد مسعود الورثيلاني، الذي كان يشغل منصب مفتش الشؤون الدينية بسطيف، إن لديه كتاب من 250 صفحة ألفه حول فكر ومآثر والده، لكن إلى يومنا هذا لم يتمكن من طبعه لغياب الدعم ولا زال ينتظر الوعود التي كثرت دون جدوى.
الشيخ يوسف القرضاوي:"الورثيلاني أحد رموز الجهاد الوطني والعربي"
للشيخ يوسف القرضاوي كلمة عن العلامة الفضيل الورثيلاني حيث يقول "زرت الداعية المجاهد الشيخ الفضيل الورثيلاني أحد رجالات الجزائر ومجاهدي علمائها المرموقين، وقد كنت لقيته من قبل في بيروت في رحلتي الشامية السابقة. وقد عاد من بيروت معززا مكرما من رجال ثورة يوليو باعتباره احد رموز الجهاد الوطني والعربي، وقد أرسل إلي لأزوره حيث يقيم، فاسطحبت أخي محمد الدمرداش وذهبت إلى زيارته وحدثنا عن بعض تجاربه في حياته الحافلة، وهي مثيرة وخصبة وسألته أن يحدثنا عن الشيخ عبد الحميد بن باديس مؤسس جمعية العلماء التي قامت بدور معروف غير منكور في نهضة الجزائر وإعادتها إلى هويتها العربية و لإسلامية... وتحدث الشيخ الفضيل طويلا عن شيخه بإعجاب وحب".
ويضيف الشيخ القرضاوي قائلا "وفي هذا اللقاء حاول الشيخ الورثيلاني أن يملأني ثقة في نفسي فقال: أرى فيك متشابها من الأستاذ حسن البنا وهذا يلقي عليك تبعات، فقلت له يا أستاذ وأين يوسف القرضاوي من الأستاذ حسن البنا؟ وأين الثرى من الثريا؟ فثار علي وقال: لا تحقر نفسك، إن حسن البنا عنده قدرات ليست عندك، وأنت عندك قدرات ليست عنده، ومجموع مواهبك يؤهلك لتقوم بدور فلا تنسحب منه ولا تبخس نفسك حقها. قلت: أسأل الله أن يجعلني أهلا لثقتك وحسن ظنك. قال: ستثبت لك الأيام حسن ظني. قلت: أرجو الله. وقد قرأت في حكم ابن عطاء الله السكندري أن الناس يمدحونك لما يظنونه فيك، فكن أنت ذاما لنفسك لما تستيقنه منها. أجهل الناس من ترك يقين نفسه لظن ما عند الناس. قال: وهذا يزيدني ثقة بك ..."
رحم الله الشيخ الفضيل الورڤيلاني فقد كان رجلا عظيما.. لكن من المسؤول عن تغييبه؟
خلال الملتقى الذي نظمته مديرية الثقافة بسطيف بالتنسيق مع بلدية بني ورثيلان من مختلف جهات الوطن، تنقل أساتذة وباحثون إلى سطيف بغية نفض الغبار عن شخصية الفضيل الوثيلاني، التي غُيّبت عن كل المجالات رغم ثقلها الفكري ومآثرها الإصلاحية والنضالية.
العلامة من أبناء بلدية بني ورثيلان، الواقعة شمال ولاية سطيف، نشأ وسط عائلة محافظة تنضح بالعلم، فكان جده حسين الورثيلاني من العلماء المعروفين بالمنطقة، وقد ساعدته هذه البيئة على حفظ القرآن ودراسة علوم اللغة، وعند تنقله إلى قسنطينة سنة 1928 درس على يد العلامة عبد الحميد بن باديس حيث تأثر بطريقته في الإصلاح وأصبح مساعدا له في التدريس.
وبطلب من الشيخ بن باديس تنقل الفضيل إلى فرنسا سنة 1936 أين تولى مهمة نشر مبادئ الإسلام وتعليم اللغة العربية وسط المسلمين المقيمين بفرنسا، وتمكن من فتح عدة نوادي ثقافية بباريس وبعض المدن الفرنسية وهو النشاط الذي اقلق فرنسا فضغطت عليه وهددته بالقتل، مما دفعه إلى التنقل إلى القاهرة أين تحصل على شهادته العالمية وفتح مكتبا لجمعية العلماء بمصر، وفي سنة 1952 انضم إلى تنظيم الإخوان، وكانت تربطه علاقة وطيدة مع المرحوم حسن البنا، ونظرا لفكره وفصاحته فقد كان ينوب عن البنا في إلقاء "حديث الثلاثاء" بالمركز العام لجماعة الإخوان.
وفي سنة 1946 أرسله البنا إلى اليمن لمساندة حركة الأحرار فنجح الفضيل في توحيد المعارضة وقاد حركة تغييرية وإصلاحية بخطاباته المؤثرة، وعندما وصلت المعارضة إلى الحكم اتهم الورثيلاني بالمشاركة في محاولة انقلابية في اليمن فتم اعتقاله وعند الإفراج عنه غادر اليمن وتنقل إلى دول أوروبية بعدما رفضت الدول العربية استقباله. وعند قيام حركة الجيش بالإطاحة بالملك فاروق عاد الورثيلاني الى مصر أين رحب به العلماء فعاد إلى جهاده ومؤازرته للثورة الجزائرية وشارك في تأسيس جبهة تحرير الجزائر، وبعدما غادر مصر توجه إلى بيروت أين ظل يمارس الدعوة إلى أن لقي ربه بأحد مستشفيات أنقره بتاريخ 12 مارس 1959، وفي سنة 1987 نقلت رفاته من تركيا ليعاد دفنها في مسقط رأسه ببلدية بني ورثيلان بولاية سطيف.
عبد الحفيظ أمقران: "الورثيلاني صاحب فكر ثوري شديد على الاستعمار والاستبداد"
وعن العلامة الفضيل الورثيلاني، يقول الأستاذ عبد الحفيظ أمقران الحسني بأنه صاحب فكر ثوري شديد على الاستعمار والاستبداد، فالوثيلاني يشبه كثيرا الشيخ العربي التبسي في وطنيته وثورته ودعوته لأبناء الجزائر للقيام بثورة حقيقية ضد الظلم والعدوان، وأمثال الورثيلاني -يقول الأستاذ أمقران- يوجدون في كامل التراب الوطني، إما من رجال جمعية العلماء أو الشخصيات الوطنية السياسية في الحركة الوطنية. وإن ولاية سطيف تزخر بالعلماء والزوايا والمعاهد الدينية وهي مهد للحركة الوطنية، وقد ساهمت بقسط كبير في تحضير جيل المجاهدين في ثورة نوفمبر المجيدة.
نجل الفضيل الورثيلاني السيد مسعود حسنين: "لقد تم تغييب والدي ولم يدرج حتى في البرامج التعليمية"
وأما نجل الفضيل الورثيلاني، السيد مسعود حسنين الورثيلاني، الذي التقيناه على هامش الملتقى، فيقول "إن والدي كان داعية وزعيما سياسيا، وقد افتقدته وأنا ابن سنتين، فلا اعرف له شكلا إلا من خلال الصور، وما قرأت له، وليس الخبر كالعيان". وعن سؤالنا إن كان الورثيلاني قد وفي حقه، يقول السيد مسعود على الفور "أبدا لم يوف حقه وبعض الجهات لا يرضيهم بروزه، خاصة أولائك الذين يعدون من خصوم جمعية العلماء فهو بمثابة الجندي المجهول ولا زال فكره وجهاده مغيبا والكثير يجهلون مآثره لأنه لم يدرج في البرامج التعليمية، وما زال محاصرا من طرف بعض التيارات الساعية إلى طمس تاريخ وهوية هذا الشعب وتقزيم عظمائه وعلمائه، فالشيخ الورثيلاني يستحق أن تنظم بشأنه مؤتمرات دولية تدعى إليها شخصيات عالمية لدراسة فكره، لكن للأسف هذا هو واقعنا، وليس والدي فقط الذي غُيّب فهناك زعماء آخرون نالوا نفس الجزاء كفرحات عباس ومصالي الحاج وعبان رمضان والبشير الإبراهيمي".
وفي ذات السياق يقول السيد مسعود الورثيلاني، الذي كان يشغل منصب مفتش الشؤون الدينية بسطيف، إن لديه كتاب من 250 صفحة ألفه حول فكر ومآثر والده، لكن إلى يومنا هذا لم يتمكن من طبعه لغياب الدعم ولا زال ينتظر الوعود التي كثرت دون جدوى.
الشيخ يوسف القرضاوي:"الورثيلاني أحد رموز الجهاد الوطني والعربي"
للشيخ يوسف القرضاوي كلمة عن العلامة الفضيل الورثيلاني حيث يقول "زرت الداعية المجاهد الشيخ الفضيل الورثيلاني أحد رجالات الجزائر ومجاهدي علمائها المرموقين، وقد كنت لقيته من قبل في بيروت في رحلتي الشامية السابقة. وقد عاد من بيروت معززا مكرما من رجال ثورة يوليو باعتباره احد رموز الجهاد الوطني والعربي، وقد أرسل إلي لأزوره حيث يقيم، فاسطحبت أخي محمد الدمرداش وذهبت إلى زيارته وحدثنا عن بعض تجاربه في حياته الحافلة، وهي مثيرة وخصبة وسألته أن يحدثنا عن الشيخ عبد الحميد بن باديس مؤسس جمعية العلماء التي قامت بدور معروف غير منكور في نهضة الجزائر وإعادتها إلى هويتها العربية و لإسلامية... وتحدث الشيخ الفضيل طويلا عن شيخه بإعجاب وحب".
ويضيف الشيخ القرضاوي قائلا "وفي هذا اللقاء حاول الشيخ الورثيلاني أن يملأني ثقة في نفسي فقال: أرى فيك متشابها من الأستاذ حسن البنا وهذا يلقي عليك تبعات، فقلت له يا أستاذ وأين يوسف القرضاوي من الأستاذ حسن البنا؟ وأين الثرى من الثريا؟ فثار علي وقال: لا تحقر نفسك، إن حسن البنا عنده قدرات ليست عندك، وأنت عندك قدرات ليست عنده، ومجموع مواهبك يؤهلك لتقوم بدور فلا تنسحب منه ولا تبخس نفسك حقها. قلت: أسأل الله أن يجعلني أهلا لثقتك وحسن ظنك. قال: ستثبت لك الأيام حسن ظني. قلت: أرجو الله. وقد قرأت في حكم ابن عطاء الله السكندري أن الناس يمدحونك لما يظنونه فيك، فكن أنت ذاما لنفسك لما تستيقنه منها. أجهل الناس من ترك يقين نفسه لظن ما عند الناس. قال: وهذا يزيدني ثقة بك ..."
رحم الله الشيخ الفضيل الورڤيلاني فقد كان رجلا عظيما.. لكن من المسؤول عن تغييبه؟
ملاحضة من جريدة الشروق الجزائرية
الأربعاء نوفمبر 10, 2010 2:51 pm من طرف pivoine
» لمآذا يضع الرسول يده تحت خده في النوم؟
الأربعاء نوفمبر 10, 2010 2:42 pm من طرف pivoine
» فاكهة حرمها الإسلام
الإثنين أكتوبر 25, 2010 4:05 pm من طرف noyya22
» فضل سورة ( يس )
السبت أكتوبر 23, 2010 10:29 am من طرف KHAOULA
» لاستنساخ البشري "غير ممكن"
السبت أكتوبر 23, 2010 10:13 am من طرف KHAOULA
» من هم العشرة المبشرون الجنة...................؟
الإثنين سبتمبر 06, 2010 11:04 pm من طرف noyya22
» أصل كلمة رمضان
الإثنين سبتمبر 06, 2010 9:11 am من طرف pivoine
» ابيات لعمالقة الشعر من هنا و هناك
السبت يوليو 17, 2010 12:54 pm من طرف KHAOULA
» متى يحترمك الآخر
السبت يوليو 17, 2010 12:36 pm من طرف KHAOULA