المعلقات هي قصائد معلقة على باب الكعبة.باي أبجدية كتبت هذه القصائد؟

قبل أن نتساءل بأي أبجدية آتبت المعلقات يحسن بنا أن نتوقف عند مسألة صحة الخبر الوارد
عن آتابتها أصلاً. بصراحة، هذه الرواية المعروفة والجميلة لا يبدو لي أنها تصمد لدى
التمحيص والتحليل النقدي الصارم وذلك لأسباب :
أولا ينبغي أن نتذآر أن الشعر العربي القديم آان في بيئته الأصلية أمراً شفهياً : آان الشعر
يلقى أمام مستمعيه وآان يلقيه رواة متخصصون يحفظونه في ذاآرتهم ثم يعيدونه على
مسامع جمهورهم وآان هذا الإلقاء " المحترف " (إن جاز التعبير) جزءاً لا يتجزأ من المتعة
التي يشعر بها الجمهور .
ثم لا ننس أن الأمية، عدم معرفة الكتابة والقراءة، آانت الواقع العادي الطبيعي بين الناس في
ذاك الوقت. فمن عسى والحالة هذه أن يقرأ قصيدة معلقة على أي باب آان ؟
وأخيرًا وليس آخراً يجب ألا نغفل ما آان عليه الخط العربي في تلك العصور آما تشهد عليه
الآثار القديمة التي وصلتنا : فهذا الخط في مراحله الأولى آان ناقصاً إلى أقصى الحدود لا
يميز بين العديد من الحروف العربية بحيث لم يكن يستطيع أن يقرأ نصا مكتوبا بذلك الخط
إلا الذي آتبه أصلا .
آل ذلك يدعو طبعا إلى التشكيك في صحة الأخبار الواردة عن آتابة المعلقات ناهيك عن
تعليقها على أي باب من الأبواب. فأغلب الظن أن هذه الروايات تعبير ساذج عن مدى تقدير
العرب للشعر عامة والمعلقات خاصة ولا ينبغي أن نبحث عن أآثر من ذلك بخصوص هذه الخرافات ...و الله اعلم