الأدب
الأدب تعبيرٌ راق عن المشاعر والأفكار والآراء والخبرة الإنسانية. وهو في معناه العام يشمل كل ما كُتب عن التجارب الإنسانية عامة، ويشمل أيضًا الكتابات المختلفة من معلقات العرب وملاحم الإغريق وما سجله المصريون القدماء، وكذلك روايات نجيب محفوظ، ومغامرات ماركو بولو، ومسرحيات وليم شكسبير، ومقامات الحريري ورحلات ابن بطوطة والكتب الهزلية والسير الذاتية وما إلى ذلك.
أما الأدب بمعناه الضيق، فله أنماطه المختلفة. فقد تقرأ أدبًا كُتب بلغة ما، مثل الأدب الفرنسي . وقد ندرس كتابات تتناول شعبًا، مثل أدب الهنود الأمريكيين . وقد نتحدث في كثير من الأحيان عن أدب حقبة معينة من الزمن، مثل أدب القرن التاسع عشر الميلادي مثلاً، هذا ويمكن أن نشير إلى أدب يتناول موضوعًا معينًا مثل أدب الرحلات، أو قصص الخيال العلمي أو أدب المقاومة.
فالأدب هو أحد الفنون الجميلة، أو ما يمكن أن يشار إليه بالكتابة الجميلة. وإننا لنميز بين الأدب والكتب الهزلية تمامًا، كما نميز بين لعبة كرة القدم التي يمارسها لاعبون محترفون وأخرى لا تعدو أن تكون لعبة في الكرة يمارسها اللاعبون في حديقة المنزل أو في فناء الدار. وحين نصف قطعة مكتوبة بأنها أدب فإننا نمتدحها بإطلاق هذا الوصف عليها.
يُقسّم الأدب إلى نمطين رئيسيين: الأدب الخيالي والأدب غير الخيالي. فالأدب الخيالي يعني الكتابة التي يبتدعها الفنان من مُخيِّلته. وقد يُضمِّن المؤلفون كتاباتهم حقائق تتناول أشخاصًا أو أحداثًا حقيقية، غير أنهم يمزجون هذه الحقائق بوضعيات خيالية. وجدير بالذكر أن معظم الأدب الخيالي هو كتابات سردية شأن الروايات والقصص القصيرة، كما يشمل ذلك الكتابات المسرحية والشعر أيضًا. أما الأدب غير الخيالي فهو الكتابات التي تقدم حقائق تتناول مواضيع تدور حول الحياة الواقعية. وتشمل الأنماط الرئيسية للأدب غير الخيالي المقالة والتاريخ والتراجم والسير واليوميات.
لماذا نقرأ الأدب.
نقرأ الأدب عادة لأسباب عديدة تتبدل بتقدم العمر أو بتغير اهتماماتنا، وربما كان السبب الأساسي الذي يدفعنا للقراءة هو المتعة، فنحن نقرأ أساسًا لأننا نستمتع بالقراءة.
وتأخذ القراءة التي تستهدف المتعة أشكالاً متنوعة. فقد يكون الهدف منها تمضية أوقات الفراغ، أو الهروب من الجدران التي تحيط بنا من كل جانب.
فالقراءة بمثابة طائرة تطير بنا بعيدًا عن دواخلنا لتحملنا إلى عوالم أناس آخرين.
نقرأ في كثير من الأحيان؛ لاكتساب المزيد من المعلومات والمعرفة. فقد يُمتعنا أن نتعرف على الحياة في جبال الألب السويسرية، أو على حوض نهر المسيسيبي، كما أننا ربما نجد حلولاً ممكنة لمشكلاتنا حين نلتقي بأناس في الكتب يواجهون مشكلات تشابه تلك التي نعاني منها. ومن الممكن لنا أن نفهم عن طريق الأدب أوضاعًا قد لاندرك كنهها في بعض الأحيان حين تواجهنا في حياتنا العادية.
وقد نقرأ ببساطة لأننا نستمتع بقراءة الكلمات المنظومة، فربما نستمتع بقراءة مقاطع لا معنى لها، كما يحب الأطفال سماع الأناشيد المنظومة وهم لا يفهمون معنى كلماتها في الواقع.
سبيل القراءة المبدعة
ليس هنالك عمل أدبي له حكمته أو جماله في حد ذاته، وأعظم قصيدة أنشئت منذ عرف الإنسان الشعر، لا تعدو أن تكون مجرد رقعة كُتب عليها كلام مطبوع، إلى أن يتفاعل القراء معها. ولكي تصبح الكتابة أدبًا، لا بد لها من قارئ. والقارئ يساعد على إبداع الأدب بتفاعله مع أفكار الكاتب وعواطفه ومعتقداته.
والقارئ المبدع، هو ذلك الذي يراعي ما يريد الكاتب أن يقوله، و كيف يعبر عما يريد أن يقول. فالقراء المبدعون إنما يضيفون خبراتهم الخاصة في الحياة ولغتهم إلى الخبرات التي يعرضها الكاتب على صفحة الورق المطبوعة. وهم يقيسون مدى الصدق في موقف الكاتب بناءً على ما يحملونه هم أنفسهم من أفكار عن الحقيقة الصادقة. والقراءة المبدعة هي التي تحقق أعمق استمتاع بالأدب
الحكم على الأدب
القراءة نشاط شخصي، إذ لا توجد أحكام نهائية يمكن من خلالها الحكم على قطعة مكتوبة. ويتدخل الذوق أو الطريقة السائدة في وقت ما لتؤثِّر في الأحكام النقدية المتعلقة بالعمل الأدبي. فقد يبدو عمل ما عملاً مأساوياً لدى جيل معين من القراء، ثم ما يلبث أن يُعَدَّ عملاً هزلياً لدى الجيل الذي يليه. وقد تتصدر بعض الكتب لوائح أعلى الكتب مبيعًا بين عشية وضحاها، إلا أن شعبيتها هذه لا تعني بالضرورة أنها أعمال عظيمة. وتحتفظ كتب أخرى بأهميتها لأسباب لا تمت للأدب بصلة. ويقرأ الكثيرون من الطلاب مثلاً ثلاثية نجيب محفوظ أو رواية وإسلاماه لعلي أحمد باكثير لأسباب تتعلق بالأمور التاريخية بشكل رئيسي.
غير أن النقاد والقراء يتفقون على كتابات معينة يَعُدُّونها تقليدية فذة أو أدبًا من الطراز الأعلى. نشرت الآلاف من القصص مثلاً، عن محبين شبان، وقف ذووهم في وجه علاقاتهم العاطفية، غير أن معظم هذه الكتابات طواها النسيان بسرعة. أما مسرحية شكسبير روميو وجُولِييت فقد ظلت باقية على مدى فترة يزيد طولها عن 300 سنة. وهي تُعدّ قصة تقليدية (كلاسيكية) تعبر أصدق تعبير عن الحب لدى الشباب، وكذا أشعار مجنون ليلى أو قيس لبنى أو عنتر وعبلة في الأدب العربي.
كان شكسبير فنانًا ذا موهبة، استخدم في مسرحيته كلمات وعبارات مفعمة بالمعاني. إلا أن الأهم من ذلك هو أن شكسبير أعطى روميو وجولييت قيمًا إنسانية واسعة لا تحدها حدود، ولا يحصرها مكان محدد أو زمان معين. وشخصيات المسرحية أناس حقيقيون يواجهون مشاكل حقيقية. وهم يعبّرون عن مشاعر يمكن للناس أن يشعروا بها في أي مكان وفي أي زمان. ولنفس الأسباب، فإن كتابات روائية مثل جين أوستن مثلاً، تعني الشيء الكثير للقراء المبدعين من أي جيل. فرواياتها: إيما؛ الكبرياء؛ التحامل إنما تعبر عن حقائق موغلة في القدم، وتظهر المهارات الكتابية للمؤلفة. وقد تظل مثل هذه الروايات أثيرة لدى قراء القرن الحادي والعشرين الميلادي كما كانت محببة لقراء القرن التاسع عشر الميلادي.
وكل قارئ هو ناقد، وحتى لو قلنا: إنه ليس لدينا رأي حول كتاب معين، فإننا إنما نصدر بذلك حكمًا عليه، وإن كان هذا الحكم ضعيفًا وغير مبني على الكثير من إمعان الفكر. فقدرتنا على إصدار أحكام ذكية على الأعمال الأدبية إنما تنمو وتنضج بتوسع قراءاتنا، ومهاراتنا النقدية، شأن عضلاتنا التي تنمو وتشتد بالاستعمال.
يتبع
الأدب تعبيرٌ راق عن المشاعر والأفكار والآراء والخبرة الإنسانية. وهو في معناه العام يشمل كل ما كُتب عن التجارب الإنسانية عامة، ويشمل أيضًا الكتابات المختلفة من معلقات العرب وملاحم الإغريق وما سجله المصريون القدماء، وكذلك روايات نجيب محفوظ، ومغامرات ماركو بولو، ومسرحيات وليم شكسبير، ومقامات الحريري ورحلات ابن بطوطة والكتب الهزلية والسير الذاتية وما إلى ذلك.
أما الأدب بمعناه الضيق، فله أنماطه المختلفة. فقد تقرأ أدبًا كُتب بلغة ما، مثل الأدب الفرنسي . وقد ندرس كتابات تتناول شعبًا، مثل أدب الهنود الأمريكيين . وقد نتحدث في كثير من الأحيان عن أدب حقبة معينة من الزمن، مثل أدب القرن التاسع عشر الميلادي مثلاً، هذا ويمكن أن نشير إلى أدب يتناول موضوعًا معينًا مثل أدب الرحلات، أو قصص الخيال العلمي أو أدب المقاومة.
فالأدب هو أحد الفنون الجميلة، أو ما يمكن أن يشار إليه بالكتابة الجميلة. وإننا لنميز بين الأدب والكتب الهزلية تمامًا، كما نميز بين لعبة كرة القدم التي يمارسها لاعبون محترفون وأخرى لا تعدو أن تكون لعبة في الكرة يمارسها اللاعبون في حديقة المنزل أو في فناء الدار. وحين نصف قطعة مكتوبة بأنها أدب فإننا نمتدحها بإطلاق هذا الوصف عليها.
يُقسّم الأدب إلى نمطين رئيسيين: الأدب الخيالي والأدب غير الخيالي. فالأدب الخيالي يعني الكتابة التي يبتدعها الفنان من مُخيِّلته. وقد يُضمِّن المؤلفون كتاباتهم حقائق تتناول أشخاصًا أو أحداثًا حقيقية، غير أنهم يمزجون هذه الحقائق بوضعيات خيالية. وجدير بالذكر أن معظم الأدب الخيالي هو كتابات سردية شأن الروايات والقصص القصيرة، كما يشمل ذلك الكتابات المسرحية والشعر أيضًا. أما الأدب غير الخيالي فهو الكتابات التي تقدم حقائق تتناول مواضيع تدور حول الحياة الواقعية. وتشمل الأنماط الرئيسية للأدب غير الخيالي المقالة والتاريخ والتراجم والسير واليوميات.
لماذا نقرأ الأدب.
نقرأ الأدب عادة لأسباب عديدة تتبدل بتقدم العمر أو بتغير اهتماماتنا، وربما كان السبب الأساسي الذي يدفعنا للقراءة هو المتعة، فنحن نقرأ أساسًا لأننا نستمتع بالقراءة.
وتأخذ القراءة التي تستهدف المتعة أشكالاً متنوعة. فقد يكون الهدف منها تمضية أوقات الفراغ، أو الهروب من الجدران التي تحيط بنا من كل جانب.
فالقراءة بمثابة طائرة تطير بنا بعيدًا عن دواخلنا لتحملنا إلى عوالم أناس آخرين.
نقرأ في كثير من الأحيان؛ لاكتساب المزيد من المعلومات والمعرفة. فقد يُمتعنا أن نتعرف على الحياة في جبال الألب السويسرية، أو على حوض نهر المسيسيبي، كما أننا ربما نجد حلولاً ممكنة لمشكلاتنا حين نلتقي بأناس في الكتب يواجهون مشكلات تشابه تلك التي نعاني منها. ومن الممكن لنا أن نفهم عن طريق الأدب أوضاعًا قد لاندرك كنهها في بعض الأحيان حين تواجهنا في حياتنا العادية.
وقد نقرأ ببساطة لأننا نستمتع بقراءة الكلمات المنظومة، فربما نستمتع بقراءة مقاطع لا معنى لها، كما يحب الأطفال سماع الأناشيد المنظومة وهم لا يفهمون معنى كلماتها في الواقع.
سبيل القراءة المبدعة
ليس هنالك عمل أدبي له حكمته أو جماله في حد ذاته، وأعظم قصيدة أنشئت منذ عرف الإنسان الشعر، لا تعدو أن تكون مجرد رقعة كُتب عليها كلام مطبوع، إلى أن يتفاعل القراء معها. ولكي تصبح الكتابة أدبًا، لا بد لها من قارئ. والقارئ يساعد على إبداع الأدب بتفاعله مع أفكار الكاتب وعواطفه ومعتقداته.
والقارئ المبدع، هو ذلك الذي يراعي ما يريد الكاتب أن يقوله، و كيف يعبر عما يريد أن يقول. فالقراء المبدعون إنما يضيفون خبراتهم الخاصة في الحياة ولغتهم إلى الخبرات التي يعرضها الكاتب على صفحة الورق المطبوعة. وهم يقيسون مدى الصدق في موقف الكاتب بناءً على ما يحملونه هم أنفسهم من أفكار عن الحقيقة الصادقة. والقراءة المبدعة هي التي تحقق أعمق استمتاع بالأدب
الحكم على الأدب
القراءة نشاط شخصي، إذ لا توجد أحكام نهائية يمكن من خلالها الحكم على قطعة مكتوبة. ويتدخل الذوق أو الطريقة السائدة في وقت ما لتؤثِّر في الأحكام النقدية المتعلقة بالعمل الأدبي. فقد يبدو عمل ما عملاً مأساوياً لدى جيل معين من القراء، ثم ما يلبث أن يُعَدَّ عملاً هزلياً لدى الجيل الذي يليه. وقد تتصدر بعض الكتب لوائح أعلى الكتب مبيعًا بين عشية وضحاها، إلا أن شعبيتها هذه لا تعني بالضرورة أنها أعمال عظيمة. وتحتفظ كتب أخرى بأهميتها لأسباب لا تمت للأدب بصلة. ويقرأ الكثيرون من الطلاب مثلاً ثلاثية نجيب محفوظ أو رواية وإسلاماه لعلي أحمد باكثير لأسباب تتعلق بالأمور التاريخية بشكل رئيسي.
غير أن النقاد والقراء يتفقون على كتابات معينة يَعُدُّونها تقليدية فذة أو أدبًا من الطراز الأعلى. نشرت الآلاف من القصص مثلاً، عن محبين شبان، وقف ذووهم في وجه علاقاتهم العاطفية، غير أن معظم هذه الكتابات طواها النسيان بسرعة. أما مسرحية شكسبير روميو وجُولِييت فقد ظلت باقية على مدى فترة يزيد طولها عن 300 سنة. وهي تُعدّ قصة تقليدية (كلاسيكية) تعبر أصدق تعبير عن الحب لدى الشباب، وكذا أشعار مجنون ليلى أو قيس لبنى أو عنتر وعبلة في الأدب العربي.
كان شكسبير فنانًا ذا موهبة، استخدم في مسرحيته كلمات وعبارات مفعمة بالمعاني. إلا أن الأهم من ذلك هو أن شكسبير أعطى روميو وجولييت قيمًا إنسانية واسعة لا تحدها حدود، ولا يحصرها مكان محدد أو زمان معين. وشخصيات المسرحية أناس حقيقيون يواجهون مشاكل حقيقية. وهم يعبّرون عن مشاعر يمكن للناس أن يشعروا بها في أي مكان وفي أي زمان. ولنفس الأسباب، فإن كتابات روائية مثل جين أوستن مثلاً، تعني الشيء الكثير للقراء المبدعين من أي جيل. فرواياتها: إيما؛ الكبرياء؛ التحامل إنما تعبر عن حقائق موغلة في القدم، وتظهر المهارات الكتابية للمؤلفة. وقد تظل مثل هذه الروايات أثيرة لدى قراء القرن الحادي والعشرين الميلادي كما كانت محببة لقراء القرن التاسع عشر الميلادي.
وكل قارئ هو ناقد، وحتى لو قلنا: إنه ليس لدينا رأي حول كتاب معين، فإننا إنما نصدر بذلك حكمًا عليه، وإن كان هذا الحكم ضعيفًا وغير مبني على الكثير من إمعان الفكر. فقدرتنا على إصدار أحكام ذكية على الأعمال الأدبية إنما تنمو وتنضج بتوسع قراءاتنا، ومهاراتنا النقدية، شأن عضلاتنا التي تنمو وتشتد بالاستعمال.
يتبع
الأربعاء نوفمبر 10, 2010 2:51 pm من طرف pivoine
» لمآذا يضع الرسول يده تحت خده في النوم؟
الأربعاء نوفمبر 10, 2010 2:42 pm من طرف pivoine
» فاكهة حرمها الإسلام
الإثنين أكتوبر 25, 2010 4:05 pm من طرف noyya22
» فضل سورة ( يس )
السبت أكتوبر 23, 2010 10:29 am من طرف KHAOULA
» لاستنساخ البشري "غير ممكن"
السبت أكتوبر 23, 2010 10:13 am من طرف KHAOULA
» من هم العشرة المبشرون الجنة...................؟
الإثنين سبتمبر 06, 2010 11:04 pm من طرف noyya22
» أصل كلمة رمضان
الإثنين سبتمبر 06, 2010 9:11 am من طرف pivoine
» ابيات لعمالقة الشعر من هنا و هناك
السبت يوليو 17, 2010 12:54 pm من طرف KHAOULA
» متى يحترمك الآخر
السبت يوليو 17, 2010 12:36 pm من طرف KHAOULA